المركز التفاعلي للتربية الإعلامية والمعلوماتية

 

بوابة نحو واقع معلوماتي آمن

 

القرية الرقمية في جبع المقدسية ... الأولى من نوعها في الشرق الأوسط

 

تعد الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا" رائدة التربية الإعلامية والمعلوماتية؛ وبدأت العمل على هذا المفهوم بأبعاده الحديثة منذ عام 2014. وبدأت الهيئة نشاطاتها الإعلامية مع الشباب منذ بداية تأسيها، واستطاعت عبر السنوات الماضية تكريس مفهوم الإعلام الشبابي؛ بما وفرته من منصات إعلامية يستطيع عبرها الشباب التعبير عن آرائهم وتطلعاتهم، ومحاورة المسؤولين والقيادات الشبابية والمجتمعية المختلفة.

 

ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعية تنبهت بيالارا إلى ضرورة التثقيف الإعلامي والمعلوماتي؛ المرتبط أساسا بالإعلام الحديث الذي يوفر للأشخاص إمكانية انتاج المحتويات الإعلامية ونشرها على أوسع نطاق؛ نظرا لسرعته وقلة التكلفة وحجم التفاعل العالي.

 

وقد استطاعت بيالارا بناء إرث يضاف لجهود المؤسسات المختلفة التي عملت في هذا المضمار، وأخرى تنبهت لأهميته وعملت عليه.

 

بدأت الفكرة باستهداف المدارس عبر شراكة ناجزة مع وزارة التربية والتعليم، والجامعات، ومنظمات المجتمع المدني، والصحفيين والأهالي في العديد من المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

نقطة تحول... قرية رقمية

ومع استمرار عملها على رفع التوعية مع الفئات سالفة الذكر بالطرق المعروفة؛ تتوجه بيالارا  نحو الحدائة والرقمنة في تدخلاتها مع الحفاظ على الطابع التقليدي. وتعمل على المواءمة بين أصول الماضي الذي يمتاز به مقرها العام في بلدة جبع المقدسية، ومتطلبات العصر الحالي التي فرضتها التقنية العالية ورقمنة الاتصال.

 

تعمل "بيالارا" على إنشاء مركز التربية الإعلامية والمعلوماتية التفاعلي، وهو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويمثل بوابة الدخول للعالم الافتراضي، الذي يتطلب الإلمام بمهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية ومن أبرزها: الأخبار المضللة، الأمان الرقمي، التفكير الناقد، خطاب الكراهية، وهو الأمر الذي يحظى باهتمام دولي على مستوى الحكومات والمنظمات والأفراد. وينطلق التفكير في هذا المركز من الحاجة للوعي بأسس التعامل مع المعلومات ومنصاتها المختلفة وفق قواعد التفكير الناقد التي تسهم في التعرف على "دهاليز" وأجندات من يصنعون المعلومات الكاذبة وينشرونها... إلى جانب القدرة على  تفكيك الخطاب الإعلامي، والتعرف على مضامين الرسائل التي تتناقلها شبكات الأقمار الصناعية حول الكوكب.

 

من يحتاج التربية الإعلامية ومركزها التفاعلي؟

تستهدف القرية الرقمية التي بدأت فكرتها بالتعاون بين بيالارا وأكاديمية "دويتشه فيله الألمانية"، كافة الفئات العمرية خاصة فئة الشباب، وفي كلمته عشية انعقاد المؤتمر الإقليمي الذي نظمته بيالارا منارات: تجارب

 

عربية رائدة في التربية الإعلامية والمعلوماتية، قال الدكتور أحمد مغاري؛ عميد كلية الإعلام بجامعة الأقصى في قطاع غزة بأن أبنائنا أصبحوا يتلقون التربية من ثلاث جهات هي: الأم، والأب، ومنصات التواصل الاجتماعي.

 

وليس وحدهم طلبة المدارس من يحتاجون التثقيف الإعلامي؛ إنما هي حاجة للأفراد كافة لأنها تمثل أسلوب حياة، وهي محفز للتفكير الناقد في التعامل الواعي مع بحر عالي الأمواج، يتطلب من المبحرين مهارات عالية في السباحة وأسس النجاة من مكائد أصحاب القبعات الذين ينشرون المعلومات الكاذبة ويحاولون تدمير أي نسيج قائم.

 

ماذا تحتوي القرية الرقمية؟ ومن سيزورها؟

تحتوي القرية الرقمية على تقنيات تكنولوجية عالية، مكونة من أجهزة تدعم الرؤية الافتراضية، وشاشات عرض، وبروجكترات، وأجهزة لوحية مدعمة بتقنيات الـAR  والـVR، باستخدام نظارات خاصة وتقنيات عرض ثلاثي الأبعاد؛ لدمج زوار القرية في رحلة استكشافية مثيرة وفق مجموعة من البرامج التفاعلية بحيث تختص كل غرفة في تناول أحد محاور التربية الإعلامية والمعلوماتية، وتعد البيئة المدرسية المحطة الأولى التي ينطلق منها أبنائنا نحو الفضاءات المجتمعية، وفيها تتكون أفكارهم وتطلعاتهم نحو العالم الخارجي، لذلك سيتم استهدافها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

 

من سيقود التجربة؟

سيقود الرحلة نخبة من المختصين والخبراء في عالم التربية الإعلامية والمعلوماتية، وسيقومون بالإشراف على رحلة الزوار منذ دخولهم القرية، مرورا بخوض التجربة ثم قيادة النقاشات المعمقة حول مشاهداتهم، وإلى جانب الإطار التعليمي والتثقيفي؛ سيمثل المركز محطة للتعارف وتبادل الخبرات والراحة والاستمتاع للزوار وأهاليهم. وقد قامت المؤسسة بالدمج بين جمال الفن المعماري للبلدة القديمة في جبع، وعالم الحداثة والرقمنة.