
وفاء أبو عرة - جنين
انطلقت المبادرة عقب اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين بهدف دعم أهالي المخيم وإعادة إعمار المنازل والشوارع بعد تدمير البنية التحتية.
البداية والفكرة..
أدى بث تفاصيل الاقتحام على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دورا بارزا في إطلاق مبادرة "بدنا نعمر" رغم محاولات الاحتلال عرقلة الاتصال، وقطع الكهرباء؛ وفق ما أشارت تجويد عمرية؛21 عاما صاحبة المبادرة.
وسعت عمرية الى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر فكرة مبادرتها، ورصد احتياجات أهل المخيم، وإنشاء مجموعات "واتساب" تضمنت أكثر من 2500 عضو بغضون ساعات قليلة.
بعد انتهاء الاقتحام تم تقسيم أعضاء المبادرة إلى فرق متخصصة لتنظيف الشوارع وإعادة البناء، وتوزيع المساعدات الغذائية والدوائية بحسب اختصاص كل مجموعة، اذ تنوعت الفئات المتطوعة مع المبادرة إلا أن الغالبية العظمى كانت من فئة الشباب الجامعي.
واستطاع أعضاء المبادرة تجاوز القيود والتحديات المادية، ومحدودية الموارد من خلال تقديم ما استطاعوا توفيره من دعم وسبل المساعدة بسرعة كبيرة فور انتهاء الاقتحام. واستمروا في التواصل مع الأهالي لحصر العائلات المحتاجة، وتقييم المناطق المتضررة ومدى إمكانية عودة المواطنين إليها، وتوفير الأدوية للمرضى والحالات المزمنة.
وتوصي عمرية بضرورة أخذ الحيطة والحذر عند نشر أي عمل تطوعي، وتجنب تصوير العائلات المحتاجة؛ حفاظا على كرامتهم، والتركيز على نشر ما يلبي غرض المبادرة التي تمثل تدخلا إنسانيا يعبر عن روح التعاضد المجتمعي.
بدنا نعمر.. نموذج يُدرس للتضامن الشبابي
تقول جنين عنزاوي من مخيم جنين: "لاقت المبادرة ترحيبا من الأهالي، إذ أن فكرة وقوف المناطق المجاورة للمخيم في هذه الأزمة، تشكل داعما لنا في مسيرة العمل وإعادة تهيئة البيوت السكنية قدر الإمكان، وهو ما يمثل دافعا لشباب المبادرة بالاستمرار.
وتؤكد: "بدنا نعمر" يجب أن تمثل نموذجا للتضامن الشبابي في مواجهة التحديات والأزمات؛ خاصة في ظل استمرار اقتحامات الاحتلال؛ لذا يمكننا القول بأن المبادرة: أمل واعد، ونور يشعُ بعدَ الظلام".
تؤمن مبادرة "بدنا نعمر" بأهمية الاستمرارية في العمل، وفي سبيل ذلك تعمل حاليًا على تشكيل فريق متخصص في الدعم النفسي، يتألف من أطباء ومعالجين ذوو خبرة؛ للتركيز على تلبية الاحتياجات النفسية للمتضررين من الاقتحامات.