
روان خالد - جنين
"بدأت الفكرة عندما توجهت للمخيم برفقة مجموعة من الأصدقاء والمؤسسات التطوعية للمرةِ الأولى بعد اجتياح المخيم، حيث قمنا بتوزيع الهدايا على الأطفال الذين تواجدوا في الشارع لحظة وجودنا، وهو ما حوّل ملامح الصدمة والإرباك إلى سعادةِ عارمة؛ لتكون هذه اللحظة نقطة الانطلاق للقيام بالحملة". بهذه الكلمات بدأ الناشط الاجتماعي عبد الرحيم طباخ حديثه حول مبادرة "روح شبابية".
بفكرةٍ منه وقصة على الانستغرام، استطاع طباخ أن يجمع في ليلة واحدة ما لا يقل عن سبعين متطوعًا وكمية كبيرة من الهدايا، ليقوم بزيارة أخرى للمخيم في اليوم التالي؛ ليرسم البسمة على وجوه أكبر عدد من الأطفال.
اكتسبت المبادرة صدى واسع في مختلف الأوساط الشبابية على مستوى محافظة جنين ومحيطها؛ كونها مبادرة إنسانية نقلت قصص الناس واحتياجاتهم بشكل عفوي، بالإضافة لتطويع منصات التواصل بأدواتها المختلفة لتعميمها، حيث استغل طباخ عدد المتابعين الكبير على حسابه في انستغرام، وتحدث عن أنشطة المبادرة، ومساهمتها في رسم الابتسامة على وجوه الأطفال.
ويضيف طباخ: "المبادرة تعني السبْق إلى اقتراح أمرٍ ما أو تحقيقه، وبفكرة ما قد يحدث الشخص تغييرًا حقيقيًا وملموسًا في نفوس الناس".
طموحات شبابية سقفها السماء...
تشق المبادرات الشبابية طريقها بشكل متسارع؛ لامتلاكهم القدراتٍ والطاقات والأفكارٍ التي تحاكي واقعًا يعيشونه، ويأتي بعضها بتخطيط مسبق وبعضها الأخر عفوي وعاجل تفرضه الظروف والمستجدات.
ومهما يبدو الأمر سهلًا وسريعًا إلا أنه لا بد من وجود صعوباتٍ في كل مبادرة، وفي هذا السياق يقول طباخ: "ضيق الوقت، وقلة التنظيم كانت أحد الصعوبات التي واجهتنا، وكان التحدي تنفيذ الفكرة خلال وقت قصير؛ إلا أننا تغلّبنا على الظروف والتحديات ونجحت المبادرة.
استطاع طباخ بما لديه من روح المبادرة إيجاد مساحة للفرح ورسم البسمة على وجوه الأطفال، والتنفيس عن أهالي المخيم، ويعمل على وضع خطط مستقبلية تسهم في تخفيف حدة الأثار النفسية لأهالي المخيم وتخفيف حجم الضغط عليهم وعلى أطفالهم.