حاتم أبوزيد
بخطوات ثابتة، وعطاء غير محدود، وهدوء ملفت، وانتماء وطني عال تسعى ساما عويضة التي لم تدخر جهدا لتسخير جزء كبير من حياتها لمساعدة الاخرين من أجل تكريس ثقافة مجتمعية هامة، وهي ثقافة الغرس الثقافي منذ الصغر، في محاولة منها لخلق جيل واعي بحقوقه وواجباته يكون له دور بارز في مسيرة العطاء والبناء.
"القصة تشكل واحدة من أبرز المداخل لوعي الطفل من أجل بث رسائل توعوية حقوقية " بهذه الكلمات عبرت الكاتبة ساما عويضة عن السبب الرئيس الذي جعلها تسلك طريق أدب الأطفال.
البداية والانطلاقة..
تشير المقدسية عويضة إلى أن مسيرتها الحقوقية والإدارية في مجال العمل المؤسساتي ودورها الكبير في تأسيس لجان العمل النسائي واسهاماتها البحثية والحقوقية في مركز الدراسات النسوية، وباعها الطويل في مجال مناصرة حقوق الانسان، بلور لديها قناعة راسخة بأن تسليح المواطن بحقوقه وتوعيته بالقضايا القانونية واجب وضرورة منذ الصغر، ولتعزيز ذلك تشير عويضة إلى أن هناك ثلاث مدارس يجب أن يمر بها الأطفال، الأولى تتمثل بالمدرسة التوعوية وذلك من خلال الكتيبات والنشرات، والثانية تتمثل بمدرسة القوة (المعرفة القانونية) وهي وسيلة لا بد أن يتسلح بها الفرد للدفاع عن حقوقه وقضاياه المختلفة، والثالثة تتمثل بالمدرسة التربوية التي من خلالها يتم غرس القيم والأخلاق والمبادئ القويمة.
لماذا الأدب العالمي كمدخل؟
استوحت عويضة الكثير من القصص التي كتبتها من الأعمال العالمية ايمانا منها بأن قصص الأدب العالمي مثل سندريلا وغيرها هي قصص ملفتة ومثيرة للانتباه لدى الأطفال وبهذا تشكل طريقا للوصول لعقولهم، ومن أبرز الانتاجات الأدبية التي قدمتها: أحلام طفلة اسمها بيسان وهي مستوحاة من قصة الأطفال العالمية "بائعة الكبريت"، وقصة ذات الوشاح الأحمر المستوحاة من قصة الاطفال العالمية ليلى الحمراء، بالإضافة لقصة شموسة الشموسة، وتحاول عويضة من خلال انتاجاتها الأدبية القصصية تمرير رسائل توعوية هامة للأطفال حول حقوقهم وقضايا المساواة، ومن أبرز المواضيع التي تتناولها في قصصها: التحرش الجنسي، تزويج الصغيرات، التفكير بالغير وغيرها من القيم الهامة التي تشكل أساسا فكريا لدى الأطفال.
ما المطلوب مجتمعيا ومؤسساتيا؟
"لا تستهينوا بالمدرسة التربوية" تقول عويضة، ولذلك لا بد من تضافر الجهود المجتمعية في البيت والشارع والمدرسة ومؤسسات المجتمع المدني لترسيخ ثقافة القصص وأدب الأطفال كونها واحدة من أبرز المداخل لعقول الأطفال ولما لها من دور هام في غرس القيم والمبادئ الهامة لديهم.