
فرح قنديل - نابلس
بينما تجلس جنى البالغة من العمر سنتين ونصف في حضن أبيها، وهو يحتسي القهوة في شرفة بيتهم بمدينة الخليل، تتعرض للضرب بالحجارة من قبل مجموعة من المستوطنين الذين يسكنون بالقرب من منزلهم؛ لتصاب في وجهها وساقيها، وتخضع للعديد من العمليات الجراحية بعد أن تأذت عيونها بشكل كبير.
وحسب "أطباء بلا حدود"؛ فإن تكرار اعتداءات المستوطنين وحملاتهم الشرسة على جنى وأهلها جعلها بحاجة للخضوع لجلسات الدعم النفسي من قبل طاقم الأطباء المختص.
الأضرار والأبعاد النفسية
تعج وسائل الإعلام المحلية والدولية بأخبار هجمات المستوطنين على المواطنين وممتلكاتهم، وهو ما يخلف أثارا نفسية بفعل عمليات الترهيب الممنهجة التي تصاحب هذه الهجمات.
ويشير أشرف الصايغ؛ أستاذ علم النفس في جامعة النجاح الوطنية، إلى أن استمرار عمليات الاغتيال والاستهدافات اليومية التي تقوم بها اسرائيل، وعرض المشاهد والصور الدموية عبر وسائل الإعلام، تجعل المواطنين أكثر عرضة للوقوع في الأزمات والصدمات النفسية الحادة.
ويعرف الصايغ الصدمة النفسية على أنها: "استجابة الفرد العاطفية جراء التعرض المستمر للأذى المتكرر، التي قد ينتج عنها ردود فعل وأعراض نفسية، تتمثل في الحزن والخوف والعجز وقد تؤدي للقلق الدائم".
ويضيف بأن الأعراض قد تكون مؤقتة لأسابيع، وقد تتحول إلى حالات مرضية لفترات طويلة، تتمثل في الانعزال، وعدم التوازن الانفعالي، والاكتئاب وغيرها من الأعراض.
ماذا أفعل في حال تعرضت للصدمات والضغوط النفسية؟
يشير الصايغ إلى طرق التخفيف من حدة هذه الأعراض وكيفية التعامل معها؛ كاستخدام العلاج السلوكي المعرفي الذي يعمل على تقييم أفكار الشخص ومشاعره السلبية المرتبطة بالصدمة ومعالجتها، وتوفير الدعم العائلي والمجتمعي، وتلعب الأسرة دورا محوريا في دعم أفرادها ومؤازرتهم في حال التعرض للصدمات النفسية.