![](https://pyalara.org/cached_uploads/resize/1600/350/2023/11/06/ogiriuff5rpjtpdpdadaqyn0rtlq2b5e8oe1fp-tplv-photomode-zoomcover-720-720-1699303157.jpeg)
حاتم أبوزيد
رؤوس مرفوعة، وأياد تعلو الجباه؛ لترسم التحية العسكرية، يرتدون أقنعة عليها طبع عليها العلم الفلسطيني، يطل مئات المستخدمين عبر منصة "تيك توك" على أنغام نشيدة "سلام يا مهدي" التي تصدرت الترند العالمي منذ بداية شهر أكتوبر الماضي.
"سلام يا مهدي" ترند عالمي..
ظهرت الأنشودة بالتزامن مع الحرب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وأصبحت من التحديات على منصة "تيك توك"، وبنظرة سريعة نجد أن عدد من استخدموا وسم "#سلام_ يامهدي"، قد تجاوز 284 مليون حتى الآن، وهو رقم ضخم إذا ما قورن مع الوسوم الأخرى المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتجاوز النشيد حدود الجغرافيا والدين، وأصبح يستخدم للتضامن مع القضية الفلسطينية عبر العالم.
ما المقصود بهذا النشيد؟
"سلام يا مهدي"؛ أنشودة دينية مقتبسة من أنشودة "سلام فرمانده" (سلاما أيها القائد) الإيرانية، وهي تناجي الإمام المهدي، الذي يحمل اسم: أبو القاسم محمد بن الحسن، الإمام الثاني عشر عند طائفة الشيعة الاثنى عشرية، وهي مناجاة تعجيل ظهوره، وهم يؤمنون أن المهدي سيخرج في آخر الزمان ليملأ الأرض عدلا بعد الظلم، وهي معتقدات راسخة عند الشيعية وفق كتاب "إغاثة اللهفان" لابن القيم.
تقول الناشطة الشبابية أماني توام؛ من القدس بأن: "الموسيقى ملفتة وجاذبة، ومعظم من يستخدمون نشيد "سلام يا مهدي" يظنون أنه يخص فلسطين وغزة، ويقومون بتركيب كلماته دون معرفة مضامينها، التي تروج للمذهب الشيعي".
ويرى إبراهيم كنعان؛ متطوع في "بيالارا" أن النشيد جميل، والقناع الافتراضي المتمثل بعلم فلسطين ملفت، مشيرا إلى ضرورة عدم الانصياع للأصوات التي تطالب بوقف النشيد، ومنوها إلى أن ذلك يقع ضمن حرية التعبير التي كفلتها كافة المواثيق الدولية.
من هو المهدي المنتظر؟
يشير الدكتور علي الأزهري؛ عضو هيئة التدريس في جامعة الأزهر المصرية في إحدى دراساته؛ أن السنة والشيعة اتفقوا على مجيء المهدي، لكن هناك اختلافا في حقيقته، وبالنسبة للسنة فهو رجل صالح أخبر النبي محمد عليه السلام عن قدومه في آخر الزمان، في حين يعد عند الطائفة الشيعية جزءًا من الإيمان والشريعة، وحسب المعهد الدولي للدراسات الإيرانية، فإن المهديّ المنتظر عند الشِّيعَة الإثنى عشرية هو الإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري، وهو آخر أئمتهم الذي ولد في سامراء عام 255 للهجرة، ويعتقدون أنه لا يزال حيًّا يعيش في جبل رضوى الذي يقع بين مكّة والمدينة في السعودية، ويلقبونه بالمهدي وصاحب الزمان، ويدعون بـ "عجَّل الله فرجه"؛ ظنا بأن الخلاص من مآسي وويلات الزمان الحالي ستكون على يديه.
اتهامات بانتهاك الحريات العامة..
منع النشيد في عدة دول خليجية، واتخذت الشرطة البحرينية قرارا بتحرير المخالفات للذين يقومون بتشغيله عبر مكبر الصوت في السيارات، وكذلك رفضته بعض الطوائف اللبنانية. وفي دول أخرى منعت العروض التي تتضمن هذا النشيد. وطالبت العديد من الجهات الحقوقية بوقف إجراءات المنع؛ كونها تعد مساسا بحقوق الرأي والتعبير.
رابط الفيديو:
https://www.tiktok.com/@md_najrulkhan/video/7224377894263573762?_r=1&_t=8h84vCdVzaT