بيسان فاخوري
جامعة القدس المفتوحة- جنين
تزداد معاناة الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة؛ في ظل القصف الذي يستهدف المباني السكنية ودور الرعاية بهذه الفئة، إلى جانب المستشفيات ومراكز النزوح، وهو ما خلف انعداما في توفر الخدمات المناسبة لهم، والرعاية الصحية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة.
رغم الألم هناك أمل..
ويحذر مختصون من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى تفاقم أوضاع ذوي الإعاقة، وبالتالي تعرضهم لحجم أكبر من المخاطر التي ستنعكس على أوضاعهم الصحية إلى الأسوأ.
ولم يراع الاحتلال في القصف العشوائي واقع ذوي الإعاقة أو غيرهم من الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وكذلك الأمر بخصوص إصداره للأوامر التي طالت كافة المواطنين في منطقة شمال قطاع غزة بالنزوح إلى جنوبه جنوبا؛ حيث لم تفكر إسرائيل لا بهذه الفئة غير القادرة على التحرك بفعل الإعاقة ولا بكبار السن والأطفال الذين يصعب حملهم في رحلة المشي على الأقدام حيث أن نسبة كبيرة منهم تعاني من إعاقة حركية كاملة، وبالتالي لا يستطيعون التنقل، وهو ما جعلهم يفقدون أرواحهم بفعل القصف المتتالي الذي يستهدف كل شيء.
فصول من المعاناة
ومع رحلة النزوح القسري من شمال قطاع غزة إلى مراكز النزوح في الوسط أو الجنوب؛ بدأت المعاناة تتجلى بدءا من عدم القدرة على المشي والانتقال، ثم سلوك طرق صعبة ومهددة بالقصف كما حدث في أكثر من مرة، وكذلك فقدانهم لاحتياجاتهم الخاصة كالكراسي المتحركة، والأجهزة المساعدة كالسماعات والنظارات الطبية وأجهزة السمع أو المقاعد المخصصة لجلوسهم أو استخدام الحمام... الخ. ولم تنتهي المعاناة عند هذا الحد؛ إذ إن المراكز أو المدارس التي وصلوها غير مهيئة لاستقبالهم، فلم يحسب مهندسوها حساب هذا اليوم، وهو ما دفع بعضهم للجوء إلى مراكز صحية مكتظة تفتقر للماء والغذاء والأدوية، وبتعبير أخر أصبحوا بلا مأوى.
وفقا لما نقلته العديد من وسائل الإعلام والنشطاء؛ لم يستطع 22 طفلا من ذوي الإعاقة إخلاء دار الأيتام في شمال غزة، وهو ما فاقم من معاناتهم في ظل انقطاع كافة مقومات الحياة، مما عرض حياتهم للخطر الشديد بفعل القصف مرة وبفعل نقص الاحتياجات مرة أخرى، وتحدث الطفل محمود مطر 16 عاما لموقع "الجزيرة نت" عن معاناتهم قائلا: "أنا وغيري من ذوي الإعاقة لا تلقى أي اهتمام من أي طرف، ونرجو تسليط الضوء من قبل الإعلام على قضايانا واحتياجاتنا.
وفق أحدث إحصائية للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، تضاعف عدد ذوي الاعاقة في غزة ما بين عام 2007-2017، ليبلغ في القطاع 48140 شخصا أي ما نسبته %3.2 من مجمل عدد السكان، وهم يعانون من إعاقات دائمة وإعاقات خلفتها الحروب المتتالية، وفي الأعوام الست الأخيرة زادة هذه الأعداد نتيجة لجولات القتال المتعددة إلى جانب الإعاقات الخلقية.