علاء مقبل.. أحلام بين الركام

إعداد حاتم أبوزيد

 

"يا رب تخلص هالأزمة على خير، إحنا تعبنا"، هذا حال وأمنيات الكثير من المواطنين الذين نزحوا من مناطق مختلفة في قطاع غزة نحو جنوبه، ومع بلوغ الحرب يومها 116 حتى تاريخ كتابة هذه المادة، فإن العديد من المواطنين في قطاع غزة لا يحلمون سوى بتوقف الحرب وعودتهم العاجلة إلى بيوتهم.

 

في مكالمة هاتفية قصيرة نجحت بعد عشرات المرات بفعل تعطيل شبكات الاتصال والانترنت يقول علاء مقبل؛ مدير مكتب بيالارا في قطاع غزة: "الحرب غيرت كل تفكيري ومخططاتي للحياة، عانينا كثيرا وخسائرنا كبيرة؛ فقد فقدت أمي وأبي وعددا من أفراد أسرتي وزميلتي في المكتب الذين قضوا بفعل الغارات الجوية والحرب الضروس،  وخسرت مشاريع كثيرة، فقد خططت لاستكمال شهاداتي العليا هنا في غزة التي تحولت معظمها إلى أثر بعد عين، ويكاد الظلام فيها لا ينجلي...الحرب قضت على كل شيء حلو".

 

على الصعيد الشخصي عاش مقبل ويلات متتالية منذ بداية الحرب بدءًا من قصف منزله، مرورا بمعاناة النزوح داخل المستشفيات، ومناطق مختلفة من شمال غزة، ثم مرحلة الاعتقال التي جاءت عندما حاول نقل أخته المصابة من الشمال إلى الجنوب واستمرت 50 يوما، وصولا إلى قصف منزل العائلة والذي أسفر عن استشهاد والده ووالدته وأخيه وآخرون من العائلة".

 

ورغم الألم يحن علاء إلى تفاصيل كثيرة رافقته أعواما وعقود: "بحن للحياة اليومية، يعني خروجي صباحا للعمل، وتقاليد يوم الجمعة وأسواقها، وشقتي التي أمضيت 10 سنوات في دفع أقساطها شهرا تلو الآخر، لكنها تحولت إلى كومة رماد عند أخر قسط للبنك، فضاعت كل الذكريات وهدايا أعياد ميلادنا وزينة رمضان وقواوير الورد التي يحمل كل واحد منها اسم أحد أطفالي، وتناثرت دفاتر الملاحظات وجداول دوام المدارس... تحطم الحاسوب بما فيه من صور وذكريات خاصة، لم يبق لنا صورا إلا تلك التي تمكنا من نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي يخلو معظمها من الدفء العائلي ولحظات الجنون يوم كنا نخرج كأسرة أو أصدقاء يوم الإجازة".