حكمت المصري... ذكريات فنجان القهوة و"كنبة بابا"

فقد حكمت المصري؛ 40 عاما الاتصال مع عائلته منذ ما يقارب 40 يوما، ولم يسمع منهم أو عنهم أية أخبار،  وهو يعيش حاليا في خيمة للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة في ظروف صعبة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة؛ فالمياه الصالحة للشرب أصبحت معدومة، والطعام غير متوفر، والملابس، وأدوات النظافة الشخصية، والأغطية أصبحت كلها أحلام بعيدة المنال؛ لأنها غير متوفرة، أو ما يتوفر منها أصبح أضعاف أضعاف ثمنه.

 

بحزن يستعيد حكمت المصري؛ 40 عاما ذكرياته ودوره  في المجتمع ويتحدث بمرارة: "الحرب جعلت مني  انسانا مستهلكا يعتاش على المعونات كما 2.3 مليون نسمة يعيشون في قطاع غزة، لم أعد منتجا كما كنت، وأصبحت تدخلاتي في المجتمع محدودة، رغم أنني كنت دائم الحركة والعمل مع الشباب والأطفال حول أدوارهم الاجتماعية ومهارات المستقبل"

 

يعمل المصري منذ سنوات كمدرب في مجالات تنموية عدة منها: التربية الإعلامية والمعلوماتية، والقيادات الشابة، وبناء القدرات، والتخطيط الاستراتيجي وغيرها، وفي ظل الحرب الدائرة نزح من بيته في مدينة غزة إلى خيمة بناها على الرمل في رفح، وأما البيت فقد دمرته بالكامل القذائف التي سقطت عليه من البر والجو والبحر، بينما لا يزال ركامه مرهونا للبنك حتى الانتهاء من سداد أقساطه".

 

وعن الذكريات والعادات اليومية قبل الحرب يقول حكمت: "أحن للجلسات العائلية وطقوس يوم الجمعة، والتجمع حول التلفاز مع عائلتي، والجلوس على "كنبة بابا" كما يسمونها في البيت وفنجان القهوة والكتاب".