استعرض أعضاء نقابات الصحفيين الشباب والأساتذة المشرفين في جامعات بيرزيت، النجاح الوطنية، فلسطين التقنية – خضوري/ فرع رام الله، الجامعة العربية الأمريكية، والكلية العصرية الجامعية تجاربهم في إطار نقابات الصحفيين الشباب ضمن مشروع "تواصل ... الإعلاميون الشباب يدافعون عن حقوقهم" الذي تنفذه " بيالارا" بالتعاون مع عدد من الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ التي لم تتمكن جامعاتها من المشاركة في الفعالية بسبب الحرب.
وشارك في الفعالية التي عقدت في جامعة النجاح الوطنية بنابلس حوالي 80 أستاذًا جامعيًا وطالبًا من دوائر الإعلام وكلياته في مختلف الجامعات المشاركة في المشروع.
وقالت السيدة ياسمين شحرور، رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال في كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية بجامعة النجاح إن أكثر ما يميز هذه التجربة هو رغبة الطلبة في التغيير وتطوير شخصياتهم واكتساب المهارات والخبرات على الصعيدين المهني والنقابي، وأشادت بجهود الصحفيين الشباب في نقل الحقيقة وإنتاج المحتويات الإعلامية حول مختلف القضايا المجتمعية والسياسية والاقتصادية، مشيرةً إلى دورهم في تسليط الضوء على معاناة أهالي قطاع غزة وما يدور في الضفة الغربية على الصعد كافة.
وأعلنت شحرور أن جامعة النجاح قررت وبناء على التقييم الناجح للتجربة السابقة فتح باب الانتساب لانتخابات تشكيل نقابة جديدة للصحفيين الشباب بإشراف عمادة شؤون الطلبة؛ لأهميتها في تطوير مهارات الطلبة وقدراتهم الإعلامية.
بدورها، شكرت نائلة هداية، مديرة المشروع، الجامعات المشاركة على جهودها، مؤكدةً أهمية استمرار هذا النهج في كليات الإعلام، وحرص بيالارا الدائم على توسيع دائرة الشراكة والتعاون مع الجامعات بما يحقق مصلحة الطلبة على قاعدة العمل التكاملي في الشقين النظري والعملي بما في ذلك تطوير الوعي النقابي لصحفيي المستقبل، لافتة إلى أهمية استعراض التجارب المختلفة للجامعات بما يكفل ترسيخ النهج في كافة المؤسسات التعليمية والأكاديمية.
وفي كلمته، أشاد الدكتور عماد الدين أبو حسن؛ أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية والإعلام بالجامعة العربية الأمريكية، بجهود بيالارا في تحفيز الطلبة وبث روح الإرادة والعزم في قلوبهم، مؤكداً أهمية تعزيز روح العمل النقابي لدى الطلبة لما يحمله ذلك من رسالة راقية وجريئة.
وأشار أبو حسن إلى أن التجربة مع " بيالارا" مثلت محاولة لاستكشاف معالم جديدة تمنح الطلبة الثقة بأنفسهم وقدراتهم على التغيير وتعزيز قيم الوحدة والتسامح وتحمل الضغوط ومساعدة الآخرين من خلال تشكيل النقابة واختيار ممثليها بطريقة ديمقراطية عبر صناديق الاقتراع.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور بسام عويضة، رئيس دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت، على أهمية التجربة العملية والنوعية التي اكتسبها طلبة الإعلام في مشروع " تواصل"، مشيرًا إلى أهمية ربط الطلبة بمؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الإعلامية ونقابة الصحفيين، مؤكداً أن هذا الربط يُسهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم وخبراتهم والاندماج في سوق العمل، إلى جانب تطوير الإعلام المتخصص في الاقتصاد والرياضة وغيرها من المجالات التي تساعد خريجي الإعلام على إيجاد فرص عمل والتمييز في الحقول المتخصصة.
بدوره، تحدث د. نياز ضيف الله؛ أستاذ الإعلام في جامعة فلسطين التقنية- خضوري / فرع رام الله عن نقص التجارب الديمقراطية بين فئة الشباب الفلسطيني، إذ لم تخض قطاعات واسعة منهم أية تجربة انتخابية سابقة.
وأكد ضيف الله أن الجامعة تبنت فكرة مشروع "تواصل" وأدركت أهميته منذ البداية لتقاطعه مع رؤية دائرة الإعلام في خلق جيل شاب إعلامي يدافع عن حقوقه ويسعى لتطوير مهاراته ودوره المجتمعي والنقابي.
وأشار ضيف الله إلى أن تجربة الانتخابات التي جرت ضمن المشروع شهدت تنافسًا عاليًا، ومشاركة واسعة للطالبات كمرشحات وناخبات في عملية اختيار أعضاء النقابة، وهو ما يعد أمر إيجابيًا، مؤكدا على أهمية توفير ميزانيات مالية لتنفيذ أنشطة النقابة واستمرار تطوير الفكر النقابي والمهني للطلبة بما في ذلك متابعة الحقوق وتجنيد الأموال والتشبيك، وتحدث عن التحديات التي واجهت النقابة في تجربتها الأولى، وهو يستدعى تجنبه في المرات القادمة.
إلى ذلك، قال الدكتور فريد أبو ظهير، أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية، إن الجامعة وافقت دون تردد منذ اللحظة الأولى على الانضمام لمشروع "تواصل". وأشار إلى أن أحد أجمل وأكثر ما يميز تجربة هذا المشروع هي الانتخابات، التي عززت الحماس للمشاركة الواسعة من قبل الطلبة للترشح والانتساب والمشاركة في هذه التجربة.
وفي عروضهم شدد طلبة العربية الأمريكية على أهمية هذه التجربة مع " بيالارا" ودوائر الإعلام في جامعاتهم، حيث مثلت الانتخابات التجربة الديمقراطية الأولى بالنسبة لمعظمهم، وهو ما مثل تجربة مثيرة للإعجاب، حيث سمحت للطبة تطوير مهاراتهم النقابة والمهنية واختيار ممثليهم، إلى جانب تعزيز شعورهم بالمسؤولية تجاه الآخرين من خلال معرفة ما يمكنهم تقديمه للقسم ولبقية الطلبة.
وعرض طلبة النجاح تجربتهم وانعكاساتها الإيجابية على الصعيدين الفردي والجماعي، وأهمية تبادل الخبرات والتعلم من بعضهم البعض، وفهم حقوقهم المهنية والنقابية، وهو ما يؤسس لبناء الرصيد المهني الذي يساعد الطلبة على الاندماج في الجسم الصحفي الفلسطيني وسوق العمل الذي يشهد تنافسية عالية تحدده القدرات والإمكانات الفردية التي تتراكم من خلال التجارب والمشاركات المختلفة، إلى جانب التعليم الأكاديمي.
كما أعرب الطلبة عن فخرهم بهذه التجربة التي مثلت رحلة اكتشاف لذواتهم كصحافيين للمستقبل يمتلكون المهارات الصحفية، وفق سلوك نقابي سليم، مشيرين إلى أن التخطيط والعمل والتنسيق والتواصل مع المؤسسات والأفراد ساهمت في تطوير شخصياتهم الأكاديمية والمهنية.
وفي ذات الإطار بينت الطالبة لينا طعم الله، رئيسة نقابة الصحفيين الشباب في جامعة بيرزيت، بأن نقابتهم قامت بتنفيذ مجموعة من الأنشطة الطلابية داخل الدائرة وخارجها، مثل الزيارات الميدانية للمؤسسات الحقوقية والإعلامية واللقاءات مع نقابة الصحفيين والدورات التدريبية. وأشارت إلى بعض العقبات التي واجهتهم وأبرزها عدم الحصول على الدعم الكافي لأنشطة النقابة من بعض الأفراد أو المؤسسات، الذين لم يأخذوا الأمر على محمل الجد.
وأكدت طعم الله على أهمية استمرار هذه الفكرة وتعميمها على نطاق أوسع، لما تحمله من قيمة كبيرة للطلبة ومساهمتها في تنمية مهاراتهم الإعلامية واستجابتهم للتعامل مع الظروف والمستجدات المختلفة وتحسين تجاربهم الجامعية والمراكمة عليها.
وفي مداخلاتهم أعرب الأساتذة المشرفون على تنفيذ المشروع في الجامعات المستهدفة عن نيتهم الاستمرار في تنبى نهج تشكيل نقابات الصحفيين الشباب ودعوا الطلبة للانخراط الفاعل فيها، نظرًا لأهميتها في تعزيز شخصياتهم ودورهم المجتمعي والنقابي والمهني.
كما دعا الطلبة زملائهم إلى المحافظة على هذا النهج وتطويره والتعلم من التجارب السابقة بما يخدم حضورهم بشكل أكبر في الأوساط الصحفية حاليا ومستقبلا.
وأشار حلمي أبو عطوان؛ مسؤول العلاقات العامة في " بيالارا" إلى أن الهدف الأساسي للمشروع الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين ولجنة الانتخابات المركزية، وبدعم من مؤسسة “ Bread for the world” والعديد من الجامعات في الضفة الغربية وقطاع غزة هو تمكين الشباب حتى يكونوا قادرين على تشكيل جسم نقابي يُعنى بالدفاع عن حقوق الصحفيين الشباب في الجامعات المستهدفة، من خلال حصولهم على التدريبات التي تساعدهم على تنمية قدراتهم المهنية، وتطوير معرفتهم في المجالات النقابية والقانونية المرتبطة بالعمل الصحفي، ومساعدتهم على تنمية مهاراتهم في حل المشكلات وتطبيقها على القضايا الاجتماعية والإعلامية.
وأوضح محمد ديرية؛ أستاذ الاعلام في الكلية العصرية الجامعية أن التجربة في مشروع " تواصل" تزيد من وعي طلبة الإعلام بحقوقهم وأهمية العمل النقابي في تعزيز حضورهم في سوق العمل بعد التخرج من خلال التشبيك والشراكات مع المؤسسات الإعلامية الأخرى في إطار المشروع