
أنجزت الهيئة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب "بيالارا" ورقة بحثية بعنوان "أولويات التربية الإعلامية والمعلوماتية لطلبة المدارس والجامعات الفلسطينية وتأثير الاستخدام المُفرط للألعاب الإلكترونية على الطلبة".
واستعرضت "بيالارا" نتائج الدراسة في جلسة حوارية عقدتها في مقر وزارة التربية والتعليم العالي، بحضور وكيل التعليم العالي د. بصري صالح، والوكيل المساعد للشؤون الطلابية في الوزارة صادق الخضور، والمديرة العامة لبيالارا هانيا البيطار، ومدير عام المباحث الإنسانية في "التربية" عبد الحكيم أبو جاموس، ومدير عام المباحث العلمية د. إيهاب شكري، وعدد من أساتذة وطلبة الإعلام في عدد من الجامعات، وطاقمي "التربية" وبيالارا، ومجموعة من المدربين في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية.
واستعرض مدير العلاقات العامة في بيالارا حلمي أبو عطوان نتائج الدراسة وأهم توصياتها، حيث شملت الورقة إطارا نظريا بالإضافة للدراسة الميدانية التي أجريت على عينة من طلبة المدارس والجامعات، من خلال الاستبيانات والمجموعات البؤرية، ومن نتائجها أن 37% من طلبة المدارس والجامعات يقضون أكثر من 5 ساعات على الألعاب الإلكترونية يوميا، كما أظهرت النتائج أن 64% من طلبة المدارس يهتمون بممارسة الألعاب الإلكترونية، حيث يعتمد 59% منهم على الهواتف الذكية كأداة رئيسية للعب، بينما يستخدم 17% أجهزة الكمبيوتر الشخصي.
وأشارت النتائج إلى أن التأثيرات السلبية لهذه الألعاب تشمل إضاعة الوقت، ضعف التركيز، بالإضافة إلى مشكلات صحية مثل ضعف النظر والتأثيرات السلبية على الصحة النفسية.
وأظهرت النتائج أن غالبية طلبة الجامعات لا يهتمون بممارسة الألعاب الإلكترونية بنسبة 61%، بينما يعتمد 87% من الطلبة الذين يمارسون الألعاب على الهواتف المحمولة كأداة رئيسية للعب، في حين يستخدم 38% منهم أجهزة الكمبيوتر الشخصي.
وجاءت ألعاب مثل PUBG وMinecraft وCall of Duty ضمن قائمة الألعاب الأكثر شعبية بين الطلبة. ويرى 71.8% من الطلبة أن الألعاب الإلكترونية تسبب مشكلات صحية واجتماعية، مثل ضعف التركيز، التأثير على العلاقات الاجتماعية، والمشكلات الجسدية كالإرهاق وتصلب العضلات.
وأوصت الورقة بضرورة توعية الطلبة حول إدارة الوقت، وعدم الإفراط في استخدام منصات التواصل الاجتماعي وإحداث توازن بين الاستخدام القائم على الحاجة والترفيه، وتعزيز دور الأهل في وضع البدائل لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وقضاء وقت طويل على الانترنت، مثل التشجيع على القراءة، ممارسة الرياضة، وممارسة الهوايات، وتوفير محتوى تعليمي على مستوى المدارس والجامعات حول الاستخدام المسؤول للألعاب الإلكترونية، والتشجيع على ألعاب تعليمية تعزز التفكير الإبداعي والعمل الجماعي، تقديم الدعم النفسي لمعالجة الآثار السلبية المرتبطة بالعزلة الاجتماعية الناتجة عن الإفراط في ممارسة الألعاب الإلكترونية.
بدوره، أشاد الوكيل صالح بهذه الجهود التي تأتي في إطار التوعية بالتربية الإعلامية والمعلوماتية التي أصبحت حاجة ضرورية، معتبرا أن امتلاك مهارات التعامل مع الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تساعد في نقل الرواية الوطنية، ومناقشة القضايا الاجتماعية والتعليمية بطريقة مهنية، مثمنا أهمية مثل هذا النوع من اللقاءات، ودورها في معرفة الاحتياجات ومواكبتها، مشيرا إلى أن انعقاد الجلسة في قاعة المناهج يمثل دليلا بوجود إرادة لدى التربية والتعليم العالي بمتابعة العمل على هذا الملف المهم.
من جانبها، أثنت البيطار على جهود وزارة "التربية" بالتوعية بالتربية الإعلامية والمعلوماتية، مشيرة إلى أن بيالارا تعمل على تدخلات على صعيد المدارس والجامعات، وأشارت البيطار إلى أن الألعاب الالكترونية وخاصة بإدماج الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي تعزز ثقافة البطولة في القتل والانتصار، وتعمل على مسح الأدمغة وهندستها بطريقة عنيفة، ودعت الجامعات والتربية والتعليم لاحتضان موضوع التوعية بآليات التعامل السليم مع الألعاب الإلكترونية تبعا لنتائج الورقة.
من جهته، أكد الخضور أن التربية الإعلامية والمعلوماتية من أولويات العمل لدى وزارة التربية والتعليم، وهي مدرجة ضمن الخطة الاستراتيجية والتدخلات التي تنفذها الوزارة في الفترة الحالية، مشيرا إلى هذه الجلسة فرصة لتعظيم التدخلات وتعزيز الجهود على صعيد التربية الإعلامية والمعلوماتية مع كافة الشركاء.
فيما أكد أبو جاموس أهمية مثل هذا النوع من الدراسات بتسليط الضوء على استخدامات الشباب الفلسطيني للألعاب الالكترونية، وأشار إلى ضرورة تبني شراكات على مستوى طلبة المدارس والجامعات من أجل تعزيز الوعي بالتربية الإعلامية والمعلوماتية، وقال أبو جاموس بأن التوعية المجانية الهابطة هي بمثابة ناقوس خطر يدق جدران الخزان، وأنه من الضروري تعزيز دور الأهل على صعيد التوعية بالاستخدام السليم للإنترنت.
وأشار شكري إلى أهمية تعزيز مهارات الاتصال والتواصل لدى طلبة المدارس والجامعات على حد سواء، وقال بأننا مطالبون بإنجاز الأفضل للطلبة على صعيد تعزيز الوعي والتفكير الناقد بعيدا عن النمطية، مؤكدا على أهمية افساح المجال أمام الطلبة للإبداع والتعبير والمشاركة.